بسم الله الرحمان الرحيم

 

 

 

 

  رواية :

 

 مجرم حرب

 

الأبطال

 

 

 الأم :  50 سنة

 ياسمينة: 21 سنة

 أمينة: 23 سنة

 عدنان: 10 سنوات

 أدمير: ابن ياسمينة

 سنالا: 35 سنة

زوج سنالا:40 سنة

أمير : ابن سنالا

 دليبار: 25 سنة

بيتار: 23 سنة

جلينة:22 سنة

سلافيسا: ابن بيتار من جلينة


المشهد الأول:

 

رغم أن الفصل كان ربيعا كانت  سماء مدينة ساراييفو مغطاة بالسحب و الدخان المتصاعد من المباني و العمارات المهدمة بالقنابل و المدفعيات.

ونسمع من حين لآخر طلقات نارية يسمع بعدها الصدى, فالمدينة تكاد تكون فارغة و الموت و الصمت مخيمان عليها و فجأة...

و فجأة يسمع صوت ضعيف لآذان صلاة الظهر ينبعث من صومعة أحد المساجد.


المشهد الثاني:

 

الأم و قد انتهت  من أداء صلاة الظهر. هي عائلة متوسطة الحال. تقف الأم و تستعد للدخول إلى المطبخ حين تلمح صورة زوجها فوق الخزانة. كان قد توفي عندما سقطت قنبلة على السوق أودت به قتيلا. تمسك الأم بالصورة و هي تتذكر يوم وفاته. بعدما فقدته أصبحت الحياة  صعبة و لولا قطعة الأرض الصغيرة و بعض الأبقار التي تملكها  لماتت هي و صغارها من الجوع.


المشهد الثالث:

 

ياسمينة و أختها أمينة بصدد حلب الأبقار في الإسطبل.

- ياسمينة: (و قد لاحظت أخاها عدنان في الحقل) مسكين  عدنان لقد حرمته الحرب من الذهاب إلى المدرسة و من التعلّم.

- أمينة: هي الحرب هكذا لا تخلف إلا الخراب. لقد مللت هذه العيشة... الموت و الفضيحة يهدداننا في كل لحظة. الكهرباء انقطعت والحنفيات نبظت و العالم بأسره واقف مكتوف الأيدي ينتظر ساعة انقراضنا من هذه الربوع.

- ياسمينة: غريب أمر هؤلاء الصرب يسكنون بلادنا و يصبحون جيراننا ثم يطمعون في إخراجنا من أرضنا. (بعد صمت و قد توقفت عن الحلب و نهضت نحو النافذة) سمعت النسوة يتحدثن  البارحة عندما جلبت الماء عن اغتصاب إحدى الفتيات.

- أمينة: فضيع. فضيع جدا. يريدون إهانتنا بكل الطرق. انهم وحوش. ليس في قلوبهم أي شعور أنساني أو أخلاقي.


المشهد الرابع:

 

القوات الحربية البرية الصربية مخيمة في الغابة فيهم من ينظف سلاحه و فيهم من ينعم بالنوم و الآخر يحظر لمجة و كل في حاله.

قاربت الشمس على الغروب و عند ساق شجرة, نلاحظ الجنديان دليبار و بيتار  . أما دليبار فهو بصدد حلق ذقنه و أما بيتار فبيده صورة فتاة شبه عارية يتأمّلها في قلق قد بان من ارتعاش ساقه.

-دليبار: أعجبتك؟

-بيتار: من؟

-دليبار: صاحبة الصورة.

-بيتار:(في سخرية) ليست دميمة. هل تريدها؟

-دليبار: كلا . أنا أكتفي بقراءة رسائل عزيزتي ديانا كلما شعرت بالحاجة للفتيات... و أنت؟... أليس من فتاة في حياتك؟

-بيتار: (في استغراب) أنا؟ دع عنك خرافات الحب و مهازله فالنساء خلقن للمتعة.(ثم يخبئ الصورة في محفظة أوراقه) هل ستحظر اجتماع الليلة؟

-دليبار: (و قد انتهى من حلق لحيته و أخذ يحفظ متاعه) بالتأكيد. القائد يقول انه اجتماع هام. سمعت أنهم يعدون لخطة هجومية تقضي عليهم جميعا.

-بيتار: (ماسكا برشاشته) أرجو ذلك حتى تنتهي هذه الحرب في أقرب حين.

-دليبار: حينها أستطيع أن أعود إلى ديانا.(في سخرية) ديانا حبيبتي...كم اشتقت إليك.


المشهد الخامس:

 

الأم تشعل شمعة في الغرفة فالكهرباء منقطعة. تتجه الأمّ  نحو باب المنزل فتلمح ياسمينة و أمينة قد وصلتا جالبتان الماء من الحنفية الوحيدة في القرية. عدنان و كلبه يسبقانهما.

-الأم: لماذا تأخرتم؟

-أمينة: كان الاكتظاظ شديدا هذا اليوم على الحنفية.

-ياسمينة: (في ضجر) الأمر يزداد سوءا من يوم إلى آخر .

يدخل الجميع و يظل عدنان يلعب مع كلبه خارج المنزل.

-الأم : (منادية) عدنان لا تنسى أن تسقي الأبقار.

-عدنان: نعم أمي (يتجه عدنان نحو الإسطبل).

-الأم: هل كانت الطريق آمنة؟

-أمينة: تقريبا و لكنها مقفرة و مخيفة.

الأم: عمّ يتحدث الناس هناك؟

-ياسمينة: بعضهم يتحدث عن المفاوضات التي لا تجدي نفعا و البعض يتحدث عن المعارك و الآخرون عن ( تصمت).

-الأم: عن ماذا؟

-أمينة: عن عمليات الاغتصاب التي تتعرض لها الفتيات و عن اختطاف النسوة و النيل من شرفهن.

-الأم: أرجو من الله أن يحفظنا... الأوغاد. (وهي تجهش بالبكاء) قتلوا رجالنا و الآن يريدون النيل من شرفنا.

تتجه إليها ياسمينة لتهدئها.


المشهد السادس:

 

الليل يخيم على الغابة و الجنود قد اجتمعوا مع قائدهم على ضوء مصباح نفطي.

-القائد: لقد كنتم و لا تزالون أبطال هذه الحرب. قتلنا الكثير من جنودهم و أصبنا الكثير من أهدافنا و هذا لا يكفي... علينا أن نجبر هؤلاء المتخلفين على مغادرة أراضيهم. لا مكان للمسلمين بيننا بعد اليوم. و لكي نجبرهم على الرحيل كما رحل مسلمو إسبانيا علينا أن نهينهم  حتى يحسوا بالخزي و المذلة فلا يقدرون على العيش معنا. سنحطم معنوياتهم كما حطمنا سقوف منازلهم...تلقيت الأوامر بأن أسمح لكم بالنيل من شرف نساءهم و بناتهم... هن لكم فأروني رجولتكم. أعلم أنكم في اشتياق للجنس اللطيف. لا أريد أن أرى عذراء خلال أسبوع في هذه البلاد. دنسوا عرقهم و تمتعوا بالحنان.

(يضحك الجنود)

أحد الجنود صائحا: بإمكانك الاعتماد علي أيها القائد. نعم الحرب هذه.

(يضحك الجنود)

-القائد: هو الأمر كذلك إذن. غدا سنتقدم نحو الشمال في ثلاث مجموعات سنكون على اتصال باللاسلكي (و يستمر القائد في شرح مخططه في حين يهمس دليبار إلى بيتار)

-دليبار: أخيرا تحقق حلمك بإمكانك أن تتخلص من صورة تلك العاهرة.

-بيتار: (مبتسما) فعلا الصورة أصبحت حية يا صديقي.

-دليبار: (و قد لاحظ القائد ينظر إليهما) اصمت فالقائد ينظر إلينا...اصمت حتى لا  يحرمك من نعم الحرب.

-القائد: غدا ننطلق باكرا. علينا أن نتمركز في الغابة قبل طلوع الشمس حتى لا يشعروا  بنا. عرض الغابة يبلغ 10 كلم. سنبعث مكتشفين يتفقدون المدينة لنقل بمعدل جنديان على امتداد كل كلم...


المشهد السابع:

 

العائلة تستعد للنوم. الأم و أمينة و عدنان في مضاجعهم. ياسمينة تتجه نحو الشمعة لإطفائها.

-الأم: أشعر أن البيت بارد نوعا ما هذه الليلة.

-ياسمينة: أترغبين أن أشعل المدفئة؟

- الأم: و لكن لم يعد لدينا الكثير من الحطب.

-ياسمينة:  سأذهب غدا صباحا مع أمينة لنجمع الحطب من الغابة المجاورة.

-الأم: لقد أصبحت أخشى عليكما من العدو.

-أمينة: لا عليك سنكون بخير. لن نتوغل كثيرا في الغابة.

-الأم: احملا معكما البندقية و ليذهب معكما عدنان مع كلبه.

-ياسمينة: حسن أمي... سأشعل المدفئة.

تتجه ياسمينة نحو الباب. تخرج. الظلام مخيم على المنزل و الحديقة. تتجه نحو كوم الحطب تجلب ما بقي منه و هي مترددة النظرات بين الظلام و كوم الحطب. تسمع صوت خشخشة فترجع جارية نحو باب منزلها لكنها تكتشف بأن ذلك الصوت كان مصدره الكلب الذي نبح حين رآها تجري.

-أمينة: (و قد لاحظت حركة أختها) ياسمينة ماذا يجري؟ لماذا تركضين؟

-ياسمينة:انه الكلب لقد أخافني. أضنه هو أيضا أصابه البرد و يريد أن يبيت معنا هذه الليلة داخل المنزل.

-عدنان: نعم أمي اسمحي له بذلك أرجوك.

-الأم: حسن. دعه يدخل.

يدخل الجميع و تشعل ياسمينة المدفئة. ينام الكلب بجانب عدنان.


المشهد الثامن:

 

 الجندي المكلف بالحراسة يمشي ببطء يمينا و شمالا ممسكا بسلاحه و محدقا في الظلام. يتوقف فجأة و ينظر إلى ساعته مستعملا مصباحا. إنها الرابعة صباحا. يتجه نحو جندي آخر كان ينام مستندا على جدار و السلاح بيده.

- الجندي الأول: أنت... هيا انهض.

- الجندي الثاني: (مذعورا) ماذا هناك؟

الجندي الأول: هيا  اذهب لأيقاظ الجنود.

يذهب الجندي باتجاه الخيام. نرى الجميع يستعدون للخروج و هم يتزودون بأسلحتهم ثم ينتشرون في الغابة أزواجا أزواجا. نشاهد دليبار و بيتار مع بعضهما و هما يتوغلان في الغابة في ظلمة الليل.


المشهد التاسع:

 

الشمس قاربت على البزوغ. أمينة تسرح شعرها أمام المرآة بعد أن غسلت وجهها.

- ياسمينة: هل أنت مستعدة للخروج يا أمينة؟ (أمينة تشير برأسها موافقة) هيا إذن إلى الغابة قبل أن تشتد حرارة الطقس.

-أمينة : (و قد لمحت البندقية معلقة بالحائط) سأستغل الفرصة لاصطياد بعض الأرانب من الغابة.

تحمل أمينة البندقية و تخرج مع أختها. عدنان و الكلب يتبعانهما.

- الأم :(تطل من الإسطبل) كونوا حذرين و عودوا قبل الظهيرة.

- أمينة: لا تخافي سنكون بخير.

ينطلق الجمع نحو الغابة. نشاهد تارة الأختان و قد توغلتا في الغاب و هما تقطعان الخشب (أما عدنان فانه تأخر عن الجمع لأنه كان يلهو مع كلبه) و تارة أخرى نرى الجنود يتقدمون في الغابة. المنطقة التي يوجد بها الجنديان دليبار و بيتار مرتفعة نوعا ما عن مكان أمينة و أختها.

بينما تنشغل ياسمينة في قطع بعض الخشب تشاهد أمينة حجلة فوق شجرة. تصوب نحوها و تطلق النار.

ينتبه الجنديان إلى طلق النار فينبطحان أرضا.

-دليبار: هل تظن أنها المقاومة البوسنية.

-بيتار: ربما. علينا أن نجمع الجنود.

-دليبار: سوف أتحرى من الأمر قبل هذا.

يحبو دليبار على بطنه و هو في حذر يتطلع من فوق الربوة فيرى أمينة و ياسمينة. تطلق أمينة النار ثانية.

-بيتار(في صوت خافت): احذر.

- عدنان : ( مخاطبا كلبه) يبدو أن الصيد وافر هذا اليوم. هيا بنا لنستكشف الأمر.

يركض الطفل و كلبه.

-دليبار: يا إلاهي. فتاتان في الغابة و لوحدهما.

يشير دليبار إلى بيتار بأن يتقدم. يتقدم بيتار زاحفا.

-بيتار: (واقفا على ركبتيه في حذر) قد علمت ماذا علينا أن نفعل الآن.

-دليبار: ماذا؟...ولكن...ديانا لن يعجبها ذلك.

-بيتار: أنت تفعل هذا لبلدك وليس لنفسك.

-دليبار:.....ديانا....حبيبتي...أرجو أن تسامحيني.

 

نشاهد تارة عدنان و كلبه يتقدمان في الغابة ليلحقا بالفتاتين و تارة الجنديان و هما ينزلان من التل مختفيان وراء الشجر.

يكون دليبار في مستوى أمينة و بيتار بجانب ياسمينة. يعطي بيتار إشارة الهجوم لدليبار.

ينقض دليبار على بندقية أمينة و يصفعها بها صفعة قوية ترديها مغشيا عليها أرضا في حين يكتم بيتار أنفاس ياسمينة بيده و هي تتأهب لربط الحطب بحبل. و فجأة نرى الكلب ينقض على بيتار لكن دليبار يطلق النار على الكلب فيقتله. عدنان على بعد بعض الأمتار مختبئ بين الشجر يشاهد ما يجري  في خوف.

- دليبار (يحمل أمينة على كتفه و هو يلتفت يمنة و شمالا): هيا بنا إلى أعلى التل.

يمسك بيتار برقبة  ياسمينة و يصيح فيها: تقدمي . هيا... بلا عناد.

ياسمينة تحاول الصياح لكنه يمنعها و يجبرها بعنف على صعود التلّ.

عدنان يشاهد ما يجري في خوف وانفعال. يتراجع إلي الوراء ببطء ثم يجري نحو منزله.


فوق التل.

-بيتار: (متجها إلى دليبار) ما رأيك في هذين الغزالين؟

-دليبار: و هل علمت بصيد أفضل من الغزال؟

ياسمينة باكية و قد وضع بيتار منديلا في فمها و ربط يديها.

-بيتار: (و قد وضع سلاحه) أما أنا فغزالي عنيد.

يتجه كل منهما إلى فتاته و يأتي بفعلته.


المشهد العاشر:

 

- عدنان (يصل لاهثا إلى المنزل صائحا): أمي ...أمي...

الأم تسمع صوت ابنها و قد كانت في المطبخ. تسرع نحو الباب. يظهر عدنان صائحا: أمي...أمي...خطفوا ياسمينة و أمينة.. أمي.. أمي...

- الأم (تجري نحوه مستفسرة) عدنان ماذا جرى تكلم؟

- عدنان:جنديان خطفا أمينة و ياسمينة.

-الأم:  يا مصيبتي. ابنتاي ... ماذا فعلوا بهما؟ أين  ذهبوا بهما؟

- عدنان: رأيتهم يتوجهون نحو الغاب.

 

الأم مذهولة لا تدري ماذا تفعل. تجري نحو دار جارتها.

-الأم: (صائحة) سنالا ... سنالا ...

- زوج سنالا: (يخرج من المنزل) ماذا جرى؟  سنالا  ليست هنا... ما بك تصيحين هكذا؟

-الأم: العدو.... إنه العدو... (باكية) خطفوا ابنتاي و هما يجمعان الحطب من الغاب. عدنان شاهدهم و هم يتجهون بهما إلى أعماق الغابة.

- زوج سنالا: يا إلاهي. انتظري حتى أخبر الرجال.

- الأم: لا أستطيع الانتظار. سأذهب إلى الغابة للبحث عن ابنتاي.

- زوج سنالا: سيقتلونك. لا تكوني حمقاء. عليّ أن أجمع الرجال. انتظري قليلا.

يحظر زوج سنالا بندقية و يتجه نحو أحد المنازل. يطرق بابا حديديا. يفتح الباب و يدخل. نشاهد جمعا من الرجال يتحاورون و فجأة يدخل عليهم زوج سنالا.

- زوج سنالا: أسرعوا . الصرب إنهم في الغاب. لقد خطفوا فتاتين من بناتنا.

يخرج الجميع باتجاه الغابة. عدنان يريهم الطريق.

نشاهد الجمع و قد و صلوا إلى مكان الحادثة في حذر و صمت. يتوقفون عند جثة الكلب. يتقدّم زوج سنالا نحو التل  في حذر في حين يبقى عدنان و أمه عند جثة الكلب .

- زوج سنالا: (مشيرا للرجال بالتوقف) ليس من الحكمة أن نواجههم و هم في مكان أعلى منا. سأصعد فوق هذه الشجرة لأستكشف المكان.

يتسلق زوج سنالا الشجرة فيشاهد  الجنديان واقفان أمام  شبه جثتان شبه عاريتان.

 

نرى ياسمينة و قد فقدت القدرة على الكلام و البكاء عيناها المحمرتان تحدقان في الفضاء و هي في حالة صدمة. أما أمينة فكأنها بدأت تسترجع وعيها إذ نسمعها تهذي ماسكة برأسها الدامي من أثر الصفعة: أمي...ياسمينة....أمي...

-دليبار: و الآن ماذا نفعل؟ نقتلهما؟

-بيتار: بل نصطحبهما معنا إلى الرفاق. أليس لهم الحق في الغنائم؟

-دليبار: ألا ترى أنهما شبه ميتتان لا تقدران على الحراك؟ من الأفضل أن نقتلهما.

- زوج سنالا  (وقد نزل من الشجرة) أسرعوا داهموهم قبل أن يفروا إنهما جنديان فقط.

يتقدم الجمع.

-بيتار: (يتجه نحو سلاحه) أضنّ. أنّك محقّ..يجب أن نتخلّص منهما.

و فجأة و قبل أن يصل بيتار إلى سلاحه يسمع صوت لإطلاق النار و نرى الجمع يهاجمون . بيتار يصاب في يده.

دليبار يطلق النار محاولا حماية نفسه و صديقه و يفران إلى داخل الغاب بينما يواصل الجمع ملاحقة الجنديان .يقف زوج سنالا في أسف أمام  أمينة. يخلع معطفه و يستر به الفتاة التي لم تتوقف عن الهذيان. يتجه بعد ذلك نحو ياسمينة. يتحسس نبضها بيد و يمرر أخرى أمام عينيها.

- زوج سنالا: الحمد لله. إنها لا تزال حية. ياسمينة.. ياسمينة...هل تسمعينني؟

ثم ينتبه ليرى بجانبها حافظة أوراق  يحملها و يتأملها.  تأتي الأم و عدنان يجريان في فزع.

-الأم: (باكية نادبة): ياسمينة... أمينة...ابنتاي...ماذا فعل بكما الأوغاد.

نشاهد عدنان و قد بانت عليه علامات الفزع و الصدمة. زوج سنالا يمسك بيده ويحمله بعيدا عن مكان الواقعة.

- الأم: آه... يا إلاهي. إنهم وحوش. (تتحول عند أمينة) إبنتي صغيرتي... أجيبيني...

-أمينة: (و قد بدأت تسترد وعيها ) أمي.. أمي...ماذا...ماذا ... حصل؟

تفتح عينها فتندهش لحالتها. تتفقد جسدها فتخرج يدها ملطخة بالدم فتصيح بأعلى صوتها: أمي...